المعرفة Knowledge


""المعرفة Knowledge""
     لقد أصبحت المعرفة أحد أهم مظاهر القوة كمورد عظيم القيمة للحاق بركب التقدم العلمي .. ففي وقتنا الحاضر تكمن القوى الحقيقية في المعرفة .
     فالمعرفة كمجموعة من الحقائق التي تتمتع بمصداقية وقواعد استكشافية تعطي ميزة تنافسية لمستخدميها ، وهي قوة وثروة في آن واحد ؛ باعتبارها المورد الأكثر أهمية في ظل ثورة المعلومات وعصر المعلوماتية .
     فالمعرفة أكثر أهمية من رأس المال وقوة العمل ؛ باعتبارها المورد الوحيد الذي يبنى بالتراكم ولا يتناقص بالاستخدام ؛ بل علي العكس ؛ حيث يمكن استخدامها في في توليد وتطوير أفكار جديدة بتكلفة أرخص أو بدون تكلفة إضافية .
     وهذا ما يحثنا علي تعزيز المعرفة وتهيئة الظروف المناسبة لإنتاج المعرفة بدلا من الاكتفاء بتلقينها فقط ، والتركيز علي ثروة الأفكار أكثر من ثروة الأشياء .
     ويمكن القول أن الصراع الحقيقي هو صراع بين العقول في استثمار المعرفة من أجل الوصول إلي سبق علمي وتكنولوجي يضمن الريادة والقيادة .
     والمعرفة هي مزيج من المعلومات التراكمية التي يمكن استخدامها وتطبيقها في شتي مجالات الحياة لتحقيق أهداف معينة ؛ لذا فإن هذه المعلومات إن لم تخضع للاستخدام والتطبيق فإنها لن تكون معرفة .
     فالمعرفة "كل معرفة" ضمنية أو ظاهرة يستخدمها الأفراد لأداء أعمالهم بإتقان وصولا إلي الإبداع أو لاتخاذ قرارات صائبة ، وتوليد أفكار جديدة .
     والإبداع هو العملية الخاصة بتوليد منتج فريد وجديد أو بإحداث تحول من منتج قائم .. والتفكير الإبداعي يولد المعرفة لأنه قدرة علي التفكير أو التحليل للوصول لمعارف مبتكرة غير تقليدية.
     ولقد أضحي رأس المال الفكري أكثر أهمية وتأثيرا من رأس المال المادي ، والمعرفة صارت مصدر القوة الحقيقية في أي مجتمع . حيث أن الاقتصاد العالمي تحول إلي اقتصاد مبني علي المعرفة .
     وإن أول العمليات اللازمة لإدارة المعرفة هي استقاء المعلومة الدقيقة والصحيحة وتوثيقها ثم تبادلها عبر وسائل التفاعل المختلفة. لكن إدارة المعرفة ليست إدارة معلومات فحسب بل أنها في جوهرها تعتمد علي إدارة الموارد البشرية وتنميتها .
     ولبناء نظام لإدارة المعرفة لابد من توافر متطلبات أساسية ومقومات ؛ وهي :
     - متطلبات التكنولوجيا : ومن أمثلتها محركات البحث ومنتجات الكيان الجماعي البرمجي وقواعد بيانات إدارة رأس المال الفكري والتكنولوجيا المتميزة والتي تعمل جميعها علي معالجة مشكلات إدارة المعرفة بصورة تكنولوجية .
     لذلك فإن المنظمة الناجحة تسعي إلي التميز من خلال امتلاك تكنولوجيا المعرفة .
     - متطلبات التنظيم : والتي تعبر عن كيفية الحصول علي المعرفة والتحكم بها وإدارتها وتخزينها ونشرها وتعزيزها ومضاعفتها وإعادة استخدامها .
     - متطلبات اجتماعية : تركز علي تقاسم المعرفة بين الأفراد وبناء شبكات فاعلة من العلاقات بين الأفراد .

كتبه ؛ Mohamed Safwat


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق