fwd-udacity nanodegree scholarship - How to get money by working as a freelancer?
I am a young man in the prime of life and love to learn and I want to improve my
income, so I have learned programming the front end of web pages and I want to
work as a freelancer and make a good income from it. I want to benefit from the
experiences I have and to market myself and market my skills, but I am
distracted and cannot do that easily and need to learn more about how to market
myself digitally. Can I get a good content digital marketing course or
scholarship at the same time at a low price or better if it is free and has an
accredited certificate? In fact, I found the and registered in the digital
marketing track, challenging and expert level, that registering for it is easy,
it is really a free scholarship and it has an accredited certificate that is
recognized and has excellent interactive content, and there are teachers and
trainers at a high level. Education and project work with it is wonderful and
very useful, being in the community of our digital future is a more than
wonderful experience with the presence of special tutors and wonderful friends
who love to learn and are inclined to help their friends, I learned a lot from
the scholarship and from the community, specifically I learned the methods of
digital marketing and also learned how to make an account On various freelance
sites, how to make my profile professional, how to market myself as a
freelancer, and how to think like a freelancer.
الصغيران .. مصطفي صادق الرافعي
الصغيران
مصطفي صادق الرافعي
في تلكَ الساعةِ كانَتِ الأرضُ قد عَرِيَتْ إلا من أواخِرِ الناسِ وطوارِقِ الليلِ ، وبقيَّةٍ من يقظةِ النهارِ تحبو في الطريقِ ذاهِبَةً إلى مضاجِعِها ، فبينَما أمُدُّ عينَيَّ وأديرُهُما في مفتَتَحِ الطريقِ ومنقطَعِهِ ؛ إِذِ انتفَضْتُ انتفاضةَ الذُّعْرِ ، ووَثَبَتْ رجَّةُ القلبِ بجسمي كُلِّهِ ، كما تَثِبُ اللسعةُ بمَلْسُوعِها ، ذلكَ حينَ أبصَرْتُ الطفلَيْنِ .
صغيرانِ ضَلاَّ عن أهلِهِما في هذا الليلِ ، يمشيانِ على حَيْدِ الطريقِ في ذلَّةٍ وانكسارٍ ، وتحسَبُ أقدامَهُما منَ البُطْءِ والتخاذُلِ لا تمشِي ، بلْ تتَزَحْزَحُ قليلاً ، فكأنَّهُما واقفانِ ، أكبَرُهُما طفلةٌ تَعُدُّ عُمْرَها على خَمْسِ أصابِعِها ، والآخرُ طفلٌ يبلغُ ثلاثَ سنواتٍ ، ينحدرانِ في أمواجِ الليلِ ، وقد نَزَلَ بهِما منَ الهَمِّ في البحثِ عن بيتِهِما ما ينزلُ مثلُهُ بمَنْ تطوحُ به الأقدارُ إذا رَكِبَ البحرَ المُظلمَ ليكشِفَ عن أرضٍ جديدةٍ .
تتبَيَّنُ الخوفَ في عيونِهِما الصغيرةِ ، وتراهُ يفيضُ منهما على ما حولَهُما ، حتى ليَحْسَبُ كلاهُما أنَّ المنازِلَ عن يمينِهِ وشمالِهِ أطفالٌ مذعورةٌ ، ويتلفَتَّانِ كما تتَلَفَّتُ الشاةُ الضالَّةُ عن قطيعِها ، لا يتحرَّكُ في دَمِها بالغريزةِ إلا خوفُ الذئبِ ، ويتَسَحَّبانِ معًا وراءَ الأشِعَّةِ المنبثقةِ في الطريقِ ؛ كأنَّ أضواءَ المصابيحِ هي طريقُ قلبَيْهِما الصغيرَيْنِ .
منقطعانِ في ظلامِ الليلِ ، وليسَ على الأرضِ أهنَأُ من لَيْلِ الطفلِ النائمِ ، فهل يكونُ فيها أشقَى من ليلِ الطفلِ الضائعِ ؟ نامَتْ أحلامُهُما، واستيقَظَتْ أعيُنُهما للحقائقِ المُظلمةِ الفظيعةِ ، وضاعا منَ البيتِ ، ويحسبانِ أنَّ البيتَ هوَ الضَّائعُ منهما ، طفلانِ في وَزْنِ مثقالَيْنِ منَ الإنسانيةِ ، ولكنَّهُما يحملانِ وَزْنَ قناطيرَ منَ الرُّعْبِ .
يا مَنْ لا إله إلا هو ، مَنْ سواكَ لهاتينِ النملتَيْنِ في جُنَحِ هذا الليلِ الذي يشبهُ نقطَةً من غضَبِك َ؟ لقَدْ أخرَجْتَهُما في هذا الضَّياعِ مُخْرَجَ أصغَرَ موعظةٍ للعَيْنِ ، تنَبِّهُ أكبَرَ حقيقةٍ في القلبِ ، وعرضْتَ منهما للإنسانيةِ صورةً لو وُفِّقَ مخلوقٌ عبقريٌّ فرَسَمَها جَذَبَ كلَّ أحزانِ النفْسِ ، صورةَ الحُبِّ يمشي متساندًا إلى صَدْرِ الرحمةِ في طريقِ المصادَفةِ المجهولةِ من أوَّلِهِ إلى آخرِهِ ، وعليهما ذُلُّ اليُتْمِ منَ الأهلِ ، ومسكَنَةُ الضَّياعِ بينَ الناسِ ، وظلامُ الطبيعةِ وكآبَتُها .
رأيتُ الطفلةَ وقد تنَبَّهَتْ فيها لأخِيها الصغيرِ غريزةُ أمٍّ كاملةٍ ؛ فهي تشُدُّ على يدِهِ بيدَيْها معًا ، وكأنَّها مذُ علِمَتْ أنَّها ضائعَةٌ ، تحاولُ أنْ تطمَئِنَّ أخاها إلى أنَّه معَها ، ولَنْ يضيعَ وهو معَها . فيالرحمة الله . . وقَدْ أسنَدَتْ مَنْكِبَيه إلى صَدْرِها وهي تمشِي ، فلا أدري إِنْ كانَ ذلكَ لتَحْمِلَ عنه بعضَ تعَبِهِ فلا يتساقَطَ ، أو ليكونَ بها أكبَرَ من جسمِهِ الضئيلِ فلا يخافَ ، أو لأنَّها حينَ لَمْ تستطعْ أَنْ تفهِمَه ما في قلبِها بلُغَةِ اللسانِ ؛ أفاضَتْه على جسمِهِ بلُغَةِ اللَّمْسِ، أو لا هذا ولا ذاك ، إنَّما هي تستمِدُّ من رجولتِهِ الصغيرةِ حمايةً لأنوثَتِها بوَحْيِ الطبيعةِ التي رَسَخَتْ فيها .
ولمَّا وَقَفا بإزائِنا كانَ هذا الصغيرُ يقلِّبُ في وجوهِ الناسِ نظراتٍ يتيمةً ترتَدُّ على قلبِهِ آلامًا لا رحمةَ فيها ؛ إِذْ يشهدُ وجوهًا كثيرةً ليسَ لها ذلكَ الشكلُ الإنسانيُّ المحبوبُ الذي لا يعرفُهُ مِنْ كلِّ خَلْقِ اللهِ إلا في اثنَيْنِ : أمِّهِ وأبيهِ . . ولمَّا رأيْتُ الطفلَينِ ضَمَمْتُهما إلَيَّ ، وألهَيْتُهُما عن كآبةِ القلبِ بسرورِ البَطْنِ ، فدَفَنْتُ كلَّ آلامِهِما في بعضِ قِطَعِ الحَلْواءِ ، فطَعِما واستَضْحَكا ، وتطَلَّعا لحياةٍ جديدةٍ آمنةٍ .
وبينَما نحنُ على ذلكَ ، إذِ ارتفَعَ سوادٌ مُقْبِلٌ كأنَّه روحُ ليلةٍ مظلمةٍ تَغْشَى الطريقَ ، فتَبَيَّنْتُ فإذا امرأةٌ تهفو كذاتِ الجناحَيْنِ ، وكأنَّها تَنساقُ بقوَّةٍ تحترقُ في داخِلِها ، ثمَّ أخذَتْنا عيناها ، فإذا هيَ أمُّ الطفلَيْنِ ، تبدو من لهفَتِها، واستَطارَتْها لولدَيْها كأنَّما تحاولُ أنْ تختَطِفَهُما من بعيدٍ بقوَّةِ قلبِها ، وما عرَفْتُ أنها هيَ إلا بأنَّ روحَها كانَتْ منتشرَةً على وَجْهِها ، ملموسَةً في نظراتِها إلى الصغيرينِ ، وكانَتْ لها هيئَةُ أمٍّ وُضِعَتِ الجنةُ تحتَ قدَمَيْها ) .
وهَلَّ الطفلانِ لمَّا أبصَرا أمَّهُما ، ونَفَضا أيدِيَهُما نَفْضَ الأجنحةِ ، ثمَّ أكَبَّتْ هيَ عليهِما بجِسمِها ومدامِعِها وقُبلاتِها، والْتَحَما بها الْتِحامَ الجُزْءِ بكُلِّهِ، واشتَبَكَتِ الأذرُعُ في الأذرُعِ حتى لا تفَرِّقَ بينَ ثلاثَتِهِمْ في معاني الحُبِّ إلا بالكِبَرِ والصِّغَرِ ، و رَجَعَتْ معَهُما طفلةً ، كأنَّ تاريخَها ابتدأ في ساعةٍ منَ الساعاتِ الفاصِلَةِ ، التي يتحوَّلُ عندَها التاريخُ .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)