‏إظهار الرسائل ذات التسميات مدونة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مدونة. إظهار كافة الرسائل

الصغيران .. مصطفي صادق الرافعي

الصغيران

مصطفي صادق الرافعي


     في تلكَ الساعةِ كانَتِ الأرضُ قد عَرِيَتْ إلا من أواخِرِ الناسِ وطوارِقِ الليلِ ، وبقيَّةٍ من يقظةِ النهارِ تحبو في الطريقِ ذاهِبَةً إلى مضاجِعِها ، فبينَما أمُدُّ عينَيَّ وأديرُهُما في مفتَتَحِ الطريقِ ومنقطَعِهِ ؛ إِذِ انتفَضْتُ انتفاضةَ الذُّعْرِ ، ووَثَبَتْ رجَّةُ القلبِ بجسمي كُلِّهِ ، كما تَثِبُ اللسعةُ بمَلْسُوعِها ، ذلكَ حينَ أبصَرْتُ الطفلَيْنِ .

     صغيرانِ ضَلاَّ عن أهلِهِما في هذا الليلِ ، يمشيانِ على حَيْدِ الطريقِ في ذلَّةٍ وانكسارٍ ، وتحسَبُ أقدامَهُما منَ البُطْءِ والتخاذُلِ لا تمشِي ، بلْ تتَزَحْزَحُ قليلاً ، فكأنَّهُما واقفانِ ، أكبَرُهُما طفلةٌ تَعُدُّ عُمْرَها على خَمْسِ أصابِعِها ، والآخرُ طفلٌ يبلغُ ثلاثَ سنواتٍ ، ينحدرانِ في أمواجِ الليلِ ، وقد نَزَلَ بهِما منَ الهَمِّ في البحثِ عن بيتِهِما ما ينزلُ مثلُهُ بمَنْ تطوحُ به الأقدارُ إذا رَكِبَ البحرَ المُظلمَ ليكشِفَ عن أرضٍ جديدةٍ .

     تتبَيَّنُ الخوفَ في عيونِهِما الصغيرةِ ، وتراهُ يفيضُ منهما على ما حولَهُما ، حتى ليَحْسَبُ كلاهُما أنَّ المنازِلَ عن يمينِهِ وشمالِهِ أطفالٌ مذعورةٌ ، ويتلفَتَّانِ كما تتَلَفَّتُ الشاةُ الضالَّةُ عن قطيعِها ، لا يتحرَّكُ في دَمِها بالغريزةِ إلا خوفُ الذئبِ ، ويتَسَحَّبانِ معًا وراءَ الأشِعَّةِ المنبثقةِ في الطريقِ ؛ كأنَّ أضواءَ المصابيحِ هي طريقُ قلبَيْهِما الصغيرَيْنِ .

     منقطعانِ في ظلامِ الليلِ ، وليسَ على الأرضِ أهنَأُ من لَيْلِ الطفلِ النائمِ ، فهل يكونُ فيها أشقَى من ليلِ الطفلِ الضائعِ ؟ نامَتْ أحلامُهُما، واستيقَظَتْ أعيُنُهما للحقائقِ المُظلمةِ الفظيعةِ ، وضاعا منَ البيتِ ، ويحسبانِ أنَّ البيتَ هوَ الضَّائعُ منهما ، طفلانِ في وَزْنِ مثقالَيْنِ منَ الإنسانيةِ ، ولكنَّهُما يحملانِ وَزْنَ قناطيرَ منَ الرُّعْبِ .
     يا مَنْ لا إله إلا هو ، مَنْ سواكَ لهاتينِ النملتَيْنِ في جُنَحِ هذا الليلِ الذي يشبهُ نقطَةً من غضَبِك َ؟ لقَدْ أخرَجْتَهُما في هذا الضَّياعِ مُخْرَجَ أصغَرَ موعظةٍ للعَيْنِ ، تنَبِّهُ أكبَرَ حقيقةٍ في القلبِ ، وعرضْتَ منهما للإنسانيةِ صورةً لو وُفِّقَ مخلوقٌ عبقريٌّ فرَسَمَها جَذَبَ كلَّ أحزانِ النفْسِ ، صورةَ الحُبِّ يمشي متساندًا إلى صَدْرِ الرحمةِ في طريقِ المصادَفةِ المجهولةِ من أوَّلِهِ إلى آخرِهِ ، وعليهما ذُلُّ اليُتْمِ منَ الأهلِ ، ومسكَنَةُ الضَّياعِ بينَ الناسِ ، وظلامُ الطبيعةِ وكآبَتُها .


     رأيتُ الطفلةَ وقد تنَبَّهَتْ فيها لأخِيها الصغيرِ غريزةُ أمٍّ كاملةٍ ؛ فهي تشُدُّ على يدِهِ بيدَيْها معًا ، وكأنَّها مذُ علِمَتْ أنَّها ضائعَةٌ ، تحاولُ أنْ تطمَئِنَّ أخاها إلى أنَّه معَها ، ولَنْ يضيعَ وهو معَها . فيالرحمة الله . . وقَدْ أسنَدَتْ مَنْكِبَيه إلى صَدْرِها وهي تمشِي ، فلا أدري إِنْ كانَ ذلكَ لتَحْمِلَ عنه بعضَ تعَبِهِ فلا يتساقَطَ ، أو ليكونَ بها أكبَرَ من جسمِهِ الضئيلِ فلا يخافَ ، أو لأنَّها حينَ لَمْ تستطعْ أَنْ تفهِمَه ما في قلبِها بلُغَةِ اللسانِ ؛ أفاضَتْه على جسمِهِ بلُغَةِ اللَّمْسِ، أو لا هذا ولا ذاك ، إنَّما هي تستمِدُّ من رجولتِهِ الصغيرةِ حمايةً لأنوثَتِها بوَحْيِ الطبيعةِ التي رَسَخَتْ فيها .

     ولمَّا وَقَفا بإزائِنا كانَ هذا الصغيرُ يقلِّبُ في وجوهِ الناسِ نظراتٍ يتيمةً ترتَدُّ على قلبِهِ آلامًا لا رحمةَ فيها ؛ إِذْ يشهدُ وجوهًا كثيرةً ليسَ لها ذلكَ الشكلُ الإنسانيُّ المحبوبُ الذي لا يعرفُهُ مِنْ كلِّ خَلْقِ اللهِ إلا في اثنَيْنِ : أمِّهِ وأبيهِ . . ولمَّا رأيْتُ الطفلَينِ ضَمَمْتُهما إلَيَّ ، وألهَيْتُهُما عن كآبةِ القلبِ بسرورِ البَطْنِ ، فدَفَنْتُ كلَّ آلامِهِما في بعضِ قِطَعِ الحَلْواءِ ، فطَعِما واستَضْحَكا ، وتطَلَّعا لحياةٍ جديدةٍ آمنةٍ .

     وبينَما نحنُ على ذلكَ ، إذِ ارتفَعَ سوادٌ مُقْبِلٌ كأنَّه روحُ ليلةٍ مظلمةٍ تَغْشَى الطريقَ ، فتَبَيَّنْتُ فإذا امرأةٌ تهفو كذاتِ الجناحَيْنِ ، وكأنَّها تَنساقُ بقوَّةٍ تحترقُ في داخِلِها ، ثمَّ أخذَتْنا عيناها ، فإذا هيَ أمُّ الطفلَيْنِ ، تبدو من لهفَتِها، واستَطارَتْها لولدَيْها كأنَّما تحاولُ أنْ تختَطِفَهُما من بعيدٍ بقوَّةِ قلبِها ، وما عرَفْتُ أنها هيَ إلا بأنَّ روحَها كانَتْ منتشرَةً على وَجْهِها ، ملموسَةً في نظراتِها إلى الصغيرينِ ، وكانَتْ لها هيئَةُ أمٍّ وُضِعَتِ الجنةُ تحتَ قدَمَيْها ) .

     وهَلَّ الطفلانِ لمَّا أبصَرا أمَّهُما ، ونَفَضا أيدِيَهُما نَفْضَ الأجنحةِ ، ثمَّ أكَبَّتْ هيَ عليهِما بجِسمِها ومدامِعِها وقُبلاتِها، والْتَحَما بها الْتِحامَ الجُزْءِ بكُلِّهِ، واشتَبَكَتِ الأذرُعُ في الأذرُعِ حتى لا تفَرِّقَ بينَ ثلاثَتِهِمْ في معاني الحُبِّ إلا بالكِبَرِ والصِّغَرِ ، و رَجَعَتْ معَهُما طفلةً ، كأنَّ تاريخَها ابتدأ في ساعةٍ منَ الساعاتِ الفاصِلَةِ ، التي يتحوَّلُ عندَها التاريخُ .

سأظل أقصدكم بكلماتي


سأظل أقصدكم بكلماتي ‏وأرفع إلى الله دعواتي
‏بان تملأ السعادة قلوبكم
‏وأن ترتسم البسمة على محياكم وأن يجعل العافية رداءكم وأن يرزقنا ويرزقكم الأمن والأمان وحسن الختام طبتُمْ حَيْثُ كُنْتُم ْ
‏وحَفِظَكُمُ الرَّحْمن
‏أَيْنَمَا حَلَلْتُمْ وتواجدتم

المدونة جزء لا يتجزأ من التسويق




المدونة هي تكنولوجيا تم ابتكارها حديثا، وهي تستخدم لنشر التدوينات والتحديثات والاخبار والمقالات في صفحات الكترونية وهي اشبه بالمواقع الالكترونية، تستخدم لتسويق الشركة الكترونيا من خلال المحتوى، وفي الوقت الحالي فان العديد من الشركات تمتلك المدونات الخاصة بها، فلقد اصبحت امرا واقعا، ومتطلبا لكل شركة، فهي تزكي تصنيفك في محركات البحث.ان هنالك عدة مواقع تعطيك القدرة على بناء المدونات أهمها:Blogger الموقع الذي تستطيع ان تصنع من خلاله مدونتك وهو ملك لشركة جوجل.ان انشاء المحتوى ونشره هو استراتيجية اساسية في الخطط التسويقية لاسيما وان محركات البحث ترتقي في تصنيف موقعك اذا كان موقعك مما يتم تحديث المحتوى فيه باستمرار، وهي تعتبر من ضمن المهام الخاصة في تحسين محركات البحث، و تسهل عليك المدونات التسويق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. فيعتمد عمل محسنوا محركات البحث على نشر المحتوى سواء كانت صور او فيديوهات او كلام. فالمحتوى الممتاز والمشوق يجلب الكثير من الزوار على الصفحة. وذلك لان Google تحب المحتوى الجديد ذو الجودة العالية وذو العلاقة الوطيدة بكلمات البحث. فعليك ان تستخدم  المدونة لنشر المقالات الجديدة ذات الجودة العالية والاخبار الحديثة وربطها بموقع الشركة، وخاصة اذا كان السوق مما يكثر فيه الاخبار، كشركات تداول الاسهم والسندات ووسطاء سوق تجارة العملات. وتستطيع جلب الزبائن من خلال جعلهم يسجيلون في المدونة. وتذكر دائما ان المحتوى ذو الجودة العالية افضل من خمسة محتويات متوسطة الجودة وافضل من خمسين محتوى ضعيف الجودة.وتستطيع عمل المدونة بنفسك دون مجهود يذكر فمثلا اذا اردت ان تنشئ مدونة في موقع Blogger عليك ان تنشئ حساب على Gmail يليها الدخول على صفحة Blogger ثم عليك ان تخصص شكل المدونة لكي تلائم شخصيتك وبعد ذلك تستطيع البدء بعملية التدوين ونشر المقالات التي تريد، واذا كنت مهتما بالتصنيف الممتاز عليك نشر مقالات واخبار جديدة غير منقولة، لان نشرك للمنقول يودي بك الى التصنيف الضعيف. فكلما كانت المنشورات جديدة غير مكررة وذات جودة عالية يؤدي ذلك الى تحسين تصنيفك في محركات البحث. ولكن موقع Blogger يمنحك القدرة على عمل المدونة .